المواطن ...مصري: ديمقراطيه

عزيزي القاريء اذا كنت تحس بأن الكل يعرف مصلحتك,الكل الا انت فاهلا بك في عالم الشباب المصري,حيث كل الشباب جهله مندفعون لو تركوهم وشأنهم لاحرقوا انفسهم والبلد من بعدهم.الموقف كالتالي ,انت لا تحب الطب وتكره الدماء وتشمئز من الاعضاء الداخليه والخارجيه للانسان ولكن ابواك يريان انك ستصبح طبيبا عظيما لذا فيجب عليك ان تذاكر لتدخل كلية الطب لكي تصبح طبيبا ,"ولكن يا ابي انا لا احب الاحياء" فيجيب الاب "لا بل انت تحب الطب ولكنك لا تدرك هذا بعد" فيتمتم الابن "ولكن يا ابي..." فيقاطعه الاب "بدون ولكن" ",قمة الديمقراطيه في المنزل,كلهم ادرى بمصلحتنا الا نحن.
وبعد ذلك اذا كنت من المحظوظين الذين ينفذون الكلام دون مناقشه ودون الحاجه الى العصا ستنهي الثانويه العامه لتدخل الكليه,وفي الكليه وفي اول يوم لك يستقبلك دكتور في المحاضره بكلام كثير عن انك قد صرت شابا كبيرا وتحمل مسؤولية تقدم البلد و رفاهيتها والحفاظ عليها وانك تحدد مستقبل بلدك وكلام كثير من نوع "المستقبل هو انتم " ثم بعد ذلك تبدأ الدراسه في مناهج عقيمه وطرق تدريس اعقم وليس لك حتى حق المناقشه ,وفي وسط كل هذا يظهر الشيء العجيب المسمى اتحاد الطلبه وانتخابات و وو.....ديمقراطيه!!...
وتبدأ الانتخابات و المشاجرات بين مناصري ابو سمره ومناصري ميمو من اجل الفوز,وكأنه لقب في المصارعه الحره وليست انتخابات جامعيه,واذا كنت عزيزي من المتفائلين المؤمنين بالديمقراطيه في بلدنا العظيم, وظننت انه بترشيح نفسك قد تحدث تغيير,فاهلا بك في لعبة الانتخابات والقوائم,واذا افترضنا جدلا انك فزت ,وبدأ الطلاب الجدد المتحمسون في تقديم الشكاوي والاقتراحات لك,فسأخبرك بما سيحدث في اول اجتماع بين اتحاد الطلبه وادارة الجامعه بحضور عمداء الكليات و رئيس حرس الجامعه !!! ورئيس الجامعه....
"ابنائي الاعزاء, اعضاء اتحاد الطلبه الفائزين لقد اصبحت على عاتقكم مسؤليه كبيره...." وبعدما تنتهي كلمة رئيس الجامعه ,وتبدأ فرصتك في الكلام ومثلا "يود الطلاب في كلية الهندسه السماح لهم باستخدام اجهزة الحاسب في اوقات سكاشن مادة اسس الحاسبات !!" ستجد من يرد "لقد وجدنا ان الميزانيه لن تسمح بتصليح الاجهزه اذا بليت وبالتالي لن نسمح باستخدامها " هكذا ,فمن الافضل ان تبلى الاجهزه من عدم الاستخدام بدلا من ان تنتهي على يد طالب قد يتعلم شيئا يفيده !!.
واذا افترضنا جدلا انهم سمحوا لك باكمال كلامك وسألتهم عن جدول الامتحانات "كيف تضعون يوما واحدا امام مادة الكيمياء التحليليه لطلبة كلية علوم" ستجد من يخبرك " وفقا لاحدث الدراسات العلميه والفنيه والفيزيولوجيه وجد ان يوم واحد يكفي" , ,"ولكن..." سيقاطعك احدهم قائلا "بدون ولكن ,نحن ادرى بالطلاب ", قمة الديمقراطيه.
ولنفترض عزيزي انك عبرت باقل خسائر من هذه السنه الدراسيه لتدخل في الصيف ,وقررت ان تستغل وقتك في شيء مفيد ,مثلا الرياضه ,ولتكن السباحه فالجو حار ,ولنفترض انك ابو هيف الثاني وقد استطعت ان تصبح من افضل السباحين في النادي ,وتنتظر نتيجة ترشيح الفريق الذي سيمثل النادي في البطوله الافرويورولاتينيه لتجد ان اسمك غير موجود ,فتقرر ان تستفسر عن الامر بكل عقلانيه ,"لماذا لا يوجد اسمي في القائمه بينما اسم ابن كابتن ..... موجود؟" اذا كنت محظوظا سيكون الرد "لانه يجيد السباحه افضل منك " ,ولكن ارقامي افضل بكثير من ارقامه و..." ستجد من سيصرخ في وجهك قائلا "انت هتعلمنا شغلنا ولا ايه؟".
والآن بعد الانجاز الرياضي الرهيب الذي حققته,لنفترض عزيزي انك قررت قصر وقت فراغك على التليفزيون وملحقاته ,ولنفترض انك قد قررت على سبيل التغيير ان لا تشاهد قنوات الاغاني او الرياضه, وانك قررت ان تشاهد القنوات ال.احم جاده,هذا هو ما سيقابلك على القناه الاولى ,رجل ذو شعر ابيض ويصرخ باستمرار لاعنا الشباب, لماذا؟! ,"في احد الايام وانا اسير وجدت شاب ممسكا بيد فتاه وجالسان يتهامسان على احدى الكافيتريات على النيل,كيف تتوقعون من هكذا شباب ان يحمي مصر ,كيف سيحاربون اذا قامت حرب", هكذا وبكل بساطه حكم هذا العبقري على 25مليون شاب في مصر بانهم ضائعون لما رآه في اثنين من 25 مليون ,ونسى انه هناك شباب يعيل نفسه واسرته ويعمل ويدرس في نفس الوقت,نسى انه هناك شباب يضحون بانفسهم لانقاذ حياة آخرين لا يعرفونهم و الجرائد مليئه بمثل هذه الحوادث.

لنفترض انك بعد هذه الجرعه من الجديه انك لم تمل او تحبط ,وانك لم تقرر مشاهدة الاغنيه الجديده للمطربه سوسو او توتو,ولنفترض انك قررت الاستمرار بمشاهدة البرامج الجاده الشبابيه ولنفترض انك غيرت الى القناه الثانيه ستجد هذا امامك ,برنامج عن احوال الشباب -,مذيعه- تبدو كمهرجي السيرك بتلك الكميه الرهيبه من الماكياج التي تضعها,

تسأل احد الشباب المتحمسين عن اسم وزير السياحه ,
فيجيبها انه "الدكتور فلان الفلاني" فقط لتنظر له بنظرة احتقار معلنه ان اجابته خاطئه وان من ذكره هو حاليا وزيرالاعلام !,وهنا يعلق احد ضيوف البرنامج على مدى تفاهة شباب اليوم ,ومدى جهلهم,ناسيا -او متناسيا-انه لماذا يجب على الشباب ان يعرفوا وزيرا لك يختاروه ولم يؤثر فيهم بأي طريقه ,وناسيا ايضا ان اجابة الشاب صحيحه فمن ذكره فعلا كان وزيرا للسياحه ثم للشباب والرياضه ثم الاعلام ....فقط في بلدنا العظيمه تجد من يستطيع ان يصبح وزيرا في ثلاث وزارات مختلفه,وكانه في بلد ال75 مليون مواطن لا يوجد من هو جدير او كفؤ غيره ليمسك الوزارات.
هكذا ستجد نفسك عزيزي متجها الى قنوات الاغاني بطريقه لا اراديه ,والآن هل تعرف اي قناه ستشاهد ,تقول "قناة ...." ,لا يا عزيزي ان قناة :::: افضل لك فانا اعلم اكثر منك .