كنت صغيرا..واتمتع بنفس العند الذي اتمتع به حتى الآن.. وكنا اصدقاء..موشي ..هكذا كان الكل يدلله..كان مشهورا لانه سمين جدا بطريقه غير معقوله..لم اكن حينها افهم معنى السمنه المرضيه..وبالطبع لم انفك اداعبه بنكات مثل الافطار بسندويتش خراتيت والتي بدت حينها قمه في السخريه..وكان يتقبلها بكل بساطه بابتسامه..واحيانا بضربة كف على ظهري وانا اركض هاربا منه.. كان انسانا..وهو ما لم افطن له حتى قريبا..لم يراع احد انه كان يجلس بجوار الملعب ليشاهدنا ونحن نلعب ..لان بكل بساطه جسمه لم يكن له يتيح ان يلعب مثلما كنا نلعب او يركض مثلنا..ولأننا كنا انانيين لم نكن حتى ندعوه حتى لا يعيقنا عن اللعب ويتسبب في هزيمة اي الفرقتين.. لم يكن موشي متفوقا دراسيا..ولم يكن له اصدقاء كثر..فهو الشخص الذي لا تريد ان تخرج معه..واعترف انه طوال صداقتنا التي امتدت ثلاث سنوات وقبلها معرفة خمس سنوات لم اخرج معه ولا مره..كان يخجل من الخروج..كان يخجل من جسمه.. ومما زاد عليه حاله انه يتيم ..بلا اب..لم يكن له الظهر الموجود لدينا..حينما نخاف ..الآن افكر ..حينما كان يخاف ..الى من يلجأ؟..من كان يرفع من روحه المعنويه حينما كانت تنهمر عليه السخريه من كل من حوله.. الآن افكر..ماذا كانت احلامه حينها ؟والتي ربما لم تتعدى ان يركل الكره معنا في مره ..او يستطيع الذهاب معنا الى البحر للسباحه ..وماذا عن سنوات مراهقته..ماذا عن حبه الاول؟..من كان هناك من اجله ليكلمه؟ انفصلت عن موشي في الصف الثالث الاعدادي..وانفصلنا بشجار تافه..وحينما حاول ان يصالحني..وجدتني اصده بقسوه..وهكذا لم اسمع عنه اي شيء بعدها.. والآن في مرضي الاخير وجدت الغام كثيره من الذكريات تنفجر في عقلي..وتذكرت موشي..بحثت عنه كثيرا..لم اجده ..بكل بساطه اختفى..وان كنت علمت انه ترك الدراسه في الصف الاول الثانوي..وهو شيء توقعته له ..فلم يكن يعيرها اي اهتمام.. عذبتني كثيرا يا موشي..وانا اتخيلك وحيدا ..وانا اتخيل ما تشعر به..موشي ..ربما كانت كلماتي بلا معنى..ولكن .انا اسف.. |
